5 عادات إن تخلّصت منها رضيت عن نفسك
كثير من الناس
يظن أن الرضا عن النفس غاية بعيدة، لا تُنال إلا بالإنجازات الضخمة، والحقيقة أن
الرضا لا يشترط أن يبدأ مما نُضيفه إلى حياتنا، بل يمكن أن يكون بما نُزيله منها،
فهناك بعض العادات التي تُنهك الروح وتُثقِل القلب، وتجعل الإنسان في صراع دائم مع
ذاته، فإن استطاع أن يتخلص منها، اقترب خطوة حقيقية من السلام الداخلي والرضا
الصادق عن نفسه.
1- التمسّك بالسبب دون الاعتماد على المُسبِّب:
كثيرون يرهقون
أنفسهم بالاعتماد الكامل على الأسباب المادية، وكأن النتائج مرهونة بجهدهم فقط،
حيث يعمل الإنسان، ويخطّط، ويجتهد، ثم ينهار نفسيًا عند أول تعثّر أو عقبة تواجهه،
لأنه علّق قلبه بالسبب لا بمُسبِّب الأسباب سبحانه وتعالى.
فالتخلص من هذه
العادة يزيل القلق، ويخمد نار الصراع الداخلي، ويجعل صاحبه يشعر بالرضا لأنه أدّى
ما عليه، ووكَل النتائج لله تعالى الذي بيده كل شيء.
2- جلد الذات المستمر:
أن تُخطئ هو
أمرٌ إنساني، وغريزة فطرية، لكن أن تُحوّل هذا الخطأ إلى محكمة دائمة تُدين فيها
نفسك ليل نهار، وتجلد فيها ذاتك، فذلك استنزاف خفي لا يصنع إنسانًا أفضل، بل يُنتج
شخصًا خائفًا ومترددًا.
إن التخلّص من
هذه العادة لا يعني تبرير الخطأ أو تكراره، بل يعني الاعتراف به، والتعلّم منه،
ومن ثم المضي قدمًا دون إذلال داخلي، فحينما يتعامل الإنسان مع نفسه بإنصاف، يبدأ
الرضا بالتشكّل.
3- مقارنة حياتك بحياة الآخرين:
وسائل التواصل
الاجتماعي جعلت المقارنة سهلة ومؤلمة في آن واحد، ترى نجاحات الآخرين بلا كواليس،
فتشعر أن حياتك ناقصة، وإنجازاتك بلا معنى، لكن الحقيقة أن كل إنسان يخوض مئات
المعارك التي لا تُرى، والإخفاقات التي لا تروى.
حين تتوقّف عن
قياس نفسك بغيرك، والنظر إلى ما في أيديهم، وتبدأ بقياس تقدّمك مقارنة بما كنت
عليه أمس (مقارنة النفس بالنفس لا بالغير)، حينها ستتحرّر من الضغط الوهمي،
وستكتشف قيمة مسارك الخاص.
4- عادة إرضاء الجميع على حساب نفسك:
السعي الدائم
لنيل رضا الآخرين قد يبدو خُلُقًا حسنًا، لكنه يتحوّل مع الوقت إلى عبء نفسي ثقيل
لا يمكن تحمله، فلا أحد يستطيع أن يُرضي الجميع، ومن يحاول يفقد ذاته تدريجيًا.
التخلّص من هذه
العادة يبدأ بتعلّم قول: «لا» حين يلزم الأمر، والسعي لرضا الله تعالى، دون التفات
لرضا الناس، لأن الله إن رضي عن العبد، جعله مقبولًا في السماء والأرض.
5- تأجيل حياتك حتى يتحقق «الشرط المثالي»:
بعض الناس يؤجلون
قرارات مصيرية في حياتهم مثل الزواج أو الإنجاب بحجة انتظار الوقت المثالي، أو
الوصول إلى شيء محدد، والحقيقة أن هذا الوقت لن يأتي، فالحياة لا تُعاش في
المستقبل، بل في اللحظة الراهنة، وبما يتوفر لديك من إمكانات.
حين يتخلص
الإنسان من عادة التأجيل أو التسويف، ويبدأ بما يملك بين يديه، ولو بخطوة صغيرة،
حينها سيشعر بأنه حاضر في حياته بالفعل، وأنها لا تنقضي بلا فائدة، أو تؤجل بلا
سبب.
من هنا يتبين أن
الرضا عن النفس لن يتحقق إلا بالتخلص من هذه العادات الخمس، حينها ستتغير نظرتك
إلى نفسك، ومن رضي عن نفسه؛ عاش أخفّ، وأصدق، وأقرب إلى السلام.