5 أولويات لـ«حماس» خلال المرحلة المقبلة
تأتي الذكرى الـ38
لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لحظة مفصلية لا تقتصر على استحضار
تاريخ الحركة، بل تفتح الباب أمام تساؤلات كبرى حول مستقبلها.
وبين ضيق
الخيارات وثقل التحديات، تبدو الحركة أمام اختبار حقيقي لإعادة ترتيب أولوياتها
وضمان بقائها فاعلاً رئيساً في الساحة الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب.
واستعرض رئيس
المكتب السياسي لحركة «حماس» في غزة د. خليل الحية خلال خطاب الانطلاقة يوم 14
ديسمبر الجاري ملامح المرحلة المقبلة وأولويات الحركة في ظل واقع فلسطيني بالغ
التعقيد، تتداخل فيه التحديات الإنسانية مع الحسابات السياسية والأمنية.
5 أولويات لـ«حماس» خلال المرحلة المقبلة
1- إعادة الإعمار وترميم الواقع الداخلي:
تضع «حماس» ملف
إعادة إعمار قطاع غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية في صدارة أولوياتها، في ظل الدمار
الواسع الذي طال البنية التحتية والمساكن، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وتدرك الحركة أن
قدرتها على الحفاظ على حضورها الشعبي واستمرار تأثيرها السياسي باتت مرهونة بمدى
مساهمتها الفاعلة في تخفيف معاناة المواطنين، سواء عبر تسهيل جهود الإغاثة، أو
التعاطي بمرونة مع المبادرات السياسية المرتبطة بملف الإعمار.
2- إدارة العلاقة مع الإقليم والمجتمع الدولي:
تواجه الحركة
معادلة معقدة تجمع بين استمرار تصنيفها دوليًا كحركة مقاومة مسلحة، وحاجتها في
الوقت ذاته إلى انفتاح سياسي غير مباشر يتيح تدفق المساعدات ويدعم مسار إعادة
الإعمار.
وفي هذا السياق،
تسعى «حماس» إلى إعادة صياغة خطابها السياسي بما يوازن بين ثوابتها المعلنة
ومتطلبات الواقع الإقليمي، مستفيدة من أدوار الوسطاء الإقليميين الذين بات تأثيرهم
أكثر حضورًا في المشهد.
3- إعادة التموضع في الساحة الفلسطينية:
في الذكرى
الثامنة والثلاثين لانطلاقة الحركة، تعود قضية الوحدة الوطنية إلى واجهة الخطاب
السياسي، وتضع «حماس» ضمن أولوياتها إعادة تقييم علاقاتها مع الفصائل الفلسطينية،
وعلى رأسها حركة «فتح»، في اتجاه بلورة صيغة وحدة وطنية ومرجعية سياسية موحدة
قادرة على إدارة المرحلة المقبلة في كل من غزة والضفة الغربية.
4- المقاومة بين الثبات وضبط الإيقاع:
تؤكد «حماس»
تمسكها بخيار المقاومة كخيار إستراتيجي، مع سعيها في الوقت نفسه إلى ضبط إيقاع هذا
الخيار بما يتلاءم مع الظروف السياسية والإنسانية الراهنة.
ويظهر ذلك في
خطاب يركز على مفهوم «إدارة الصراع» بدل الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة، مع الحفاظ
على القدرات العسكرية كعامل ردع وكجزء من معادلة القوة.
5- ترتيب البيت الداخلي وتجديد الشرعية:
تفرض المرحلة
الراهنة مراجعة داخلية شاملة داخل الحركة، تشمل آليات صنع القرار، وتجديد الصف
التنظيمي، وتعزيز التماسك الداخلي بعد سنوات من الاستنزاف والاستهداف ومحاولات
الإقصاء.
وتسعى «حماس»،
وفق قراءات سياسية، إلى إعادة تقديم نفسها كحركة وطنية قادرة على الجمع بين العمل
المقاوم والإدارة السياسية، بما يعزز شرعيتها الداخلية ودورها في المشهد
الفلسطيني.