غزالة هاشمي.. أول مسلمة تصبح نائبة حاكم ولاية فرجينيا
في انتخابات
ولاية فرجينيا لعام 2025م، سطّرت غزالة هاشمي فصلاً بارزاً من رموز التنوع السياسي
في الولايات المتحدة، فقد فازت بمنصب نائب حاكم الولاية، لتصبح أول امرأة مسلمة
تُنتخب لمنصب على مستوى الولاية في البلاد، وأول أمريكية من أصول جنوب آسيوية
(هندية، مسلمة) تصل إلى هذا المنصب في فرجينيا، وهذا الانتصار لا يعكس فقط تحوّلاً
في خريطة السلطة داخل ولاية عريقة، بل مؤشّراً إلى تغيّر ديموغرافي وسياسي أوسع في
المشهد الأمريكي.
ولدت هاشمي عام
1964م في الهند، ونشأت في ولاية تلَغنا قبل أن تهاجر مع أسرتها إلى الولايات
المتحدة في سن مبكرة، حيث استقرّوا في ولاية جورجيا، وقد عملت أستاذة للأدب
الإنجليزي، وحصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة إيموري في أتلانتا، ثم كرّست نحو 3
عقود من حياتها الأكاديمية في التدريس الجامعي وكمديرة مركز في كلية رينولدز
المجتمعية بفرجينيا.
تُعدّ خلفيتها
الأكاديمية والاجتماعية حجر الزاوية في مسيرتها السياسية، إذ تشكّل تجربة هاشمي
نموذجاً يجمع بين الهوية المتعددة الثقافات، والمسار المهني في التعليم، والانخراط
في قضايا العدالة الاجتماعية والمهاجرين.
مواقف غزالة هاشمي السياسية
ترشّحت هاشمي للانتخابات لأول مرة عام 2019م في مجلس شيوخ فرجينيا، وفازت في مفاجأة حين أطاحت بمرشح جمهوري في مقعد كان يُعدّ منحصراً للحزب الآخر، وبذلك ساهمت في تحويل الأغلبية في المجلس لصالح الديمقراطيين، وفي عام 2024م، عُيّنت رئيسةً للجنة التعليم والصحة في مجلس الشيوخ في فرجينيا؛ ما وضعها في موقع قيادي للأولويات التعليمية والصحية للحزب الديمقراطي.
وفي سباق نائب
الحاكم لعام 2025م، ترشّحت عن الحزب الديمقراطي وواجهت منافساً جمهورياً، وتمكنت
من الفوز وكتابة فصل تاريخي في سياسة الولاية.
رؤية غزالية هاشمي السياسية
من أبرز محاور حملتها:
- التعليم
العام: أكّدت أنّ تمويل التعليم الجيد وتوسيع فرص ما قبل المدرسة تشكّلان منطلقاً
أساسياً لمستقبل أسر فرجينيا.
- الرعاية
الصحية: دعت إلى ضمان تغطية تأمينية شاملة، ومواجهة آثار خفض تمويل البرامج
الفيدرالية.
- الإسكان
الميسور: شدّدت على ضرورة معالجة أزمة ارتفاع الإيجارات وتشجيع البناء المختلط
الاستخدام والمجتمعات المستدامة.
- حقوق الأقليات
والتنوّع: أكّدت أن تجربة المهاجرين والتعليم في البيئات متعددة الأعراق ساهمت في
تبنّي رؤية شاملة للتنمية والمجتمع.
كما ظهرت هاشمي
في فعاليات داعمة للقضية الفلسطينية وحقوق المهاجرين؛ ما أكسبها اهتماماً ليس داخل
الولاية فحسب، بل على المستوى الوطني والدولي.
أهمية فوز غزالة هاشمي وانعكاساته الرمزية
فوز هاشمي يرسّخ
عدداً من «الأوّل» في تاريخ السياسة الأمريكية: أول امرأة مسلمة تُنتخب لمنصب
حكومي على مستوى الولاية، وأول أمريكية من أصول جنوب آسيوية تصل إلى هذا المنصب في
فرجينيا، وأول مسلمة تفوز بمنصب حكومي على مستوى الولايات المتحدة تقريباً، وهذا
الإنجاز يمثل رسالة رمزية قوية بأن الولايات المتحدة تتغير ديموغرافياً وسياسياً،
وأن الجماعات التي كانت أقل تمثيلاً بدأت تجد صوتاً في مراكز السلطة.
التحديات التي تواجهها غزالة هاشمي
رغم هذا
الانتصار، تواجه هاشمي عدة تحديات بارزة:
1- البرنامج
الانتخابي الواسع والمطالب العالية: إذ تعهّدت بإصلاحات كبيرة في التعليم، الصحة،
الإسكان، وهو ما يتطلّب تحالفات قوية داخل المجلس التشريعي والموارد المالية.
2- الضغط من
التيارات المحافظة والجمهوريين: ففي ولاية تشهد تغيّرات حزبية كبيرة، سيكون عليها
المواجهة مع خصوم يركّزون على الهوية والميزانيات.
3- التوقعات
العالية من المجتمع التجاري والناخبين المعتدلين: باعتبارها مرشّحة تقدّمية، فإن
التقييم سيأتي سريعاً وربّما تواجه خيبة أمل إذا لم تشهد تغيّرات ملموسة.
4- مزج القضايا
المحلية والدولية: رغم نجاحها في تمثيل التنوع، فإن اهتمامها بالقضايا الدولية قد
يُصور من خصومها بأنها «بعيدة عن واقع فرجينيا»، ما يستوجب توازناً دقيقاً.
موقعها في المشهد العربي والدولي
على الصعيد
العربي والمسلم، تحظى هاشمي باهتمام خاص، إذ إنها تمثّل من وجهة نظر الكثيرين
نموذجاً لتمثيل الأقليات المسلمة في السياسة الأمريكية، من خلال نشاطها في حقوق
المهاجرين ودعم التنوّع، أصبحت شخصية محط ترقّب في الإعلام العربي، لكن إن أردنا
وصفها بأنها «مدافعة عن القضايا العربية» بمعنى التأثير الدولي، فإن الأمر لا يزال
بحاجة للتحقّق عملياً عبر منصات تنفيذية أوسع أو تأثير على صعيد السياسة الخارجية.
الرؤية المستقبلية
عندما تتولّى
رسمياً منصب نائب الحاكم في يناير 2026م، ستكون في موقع يمكّنها من كسر التعادل في
مجلس الشيوخ في فرجينيا؛ ما يمنحها قوة تشريعية ملموسة.
وإذا نجحت خلال
السنتين الأوليين في ولايتها في تحقيق تغييرات ملموسة في التعليم، والصحة، والإسكان،
فسيكون بمقدورها بناء رصيد سياسي يجعلها مرشّحة محتملة لمنصب الحاكم في المستقبل،
وربّما تمتد تأثيراتها إلى المسرح الوطني أو داخل الحزب الديمقراطي كرمز للتغيير.
غزالة هاشمي
ليست مجرد ظاهرة انتخابية أو رقم تاريخي، بل نموذج حي لتداخل الهوية الأكاديمية،
التنوّع الثقافي، والسياسة التقدّمية في الولايات المتحدة، فوزها بمقعد نائب
الحاكم في فرجينيا ليس فقط تأكيداً على أن الأبواب التي كانت تُعدّ مغلقة أمام
النساء المسلمات والمهاجرات بدأت تُفتح، بل أيضاً دليل على أن زمن القيادة
التقليدية بات يتغيّر.
لكن القول بأنها
أصبحت «المدافعة الأقوى عن القضايا العربية» يعتمد على ما ستقدّمه من سياسات
ملموسة، وما إذا استطاعت تحويل منصبها إلى منصة للحماية والدعم للجماعات العربية
والمسلمة ليس فقط في فرجينيا بل على المستوى الوطني، في كل الأحوال، هاشمي تشكّل
علامة فارقة في تاريخ السياسة الأمريكية، ومن الآن فصاعداً سيراقبها كثيرون كلاعب
رئيس وربّما رمز للتغيّر في طبيعة القيادة الأمريكية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
” Dawn, 5 -
The Washington Post
The Times of India
” DLCC website.
https://dlcc.org/candidates/ghazala-hashmi/?utm_source=chatgpt.com
AP News
The Washington Post
” Khaleej Times.
تابعنا
