الإباحية.. وأثرها على المجتمع

محرر المنوعات

27 سبتمبر 2025

100

الإباحية، هذا الداء الذي إن أصاب جسدًا أهلكه، وإن ألمّ بروح غيّبها عن فطرتها وجعلها تعيش في ويلات القلق والاكتئاب، وإن نزل بأسرة شتت جمعها وفرق بين أفرادها، وإن أحل بمجتمع ضيعه وأخفى ملامحه وهويته، حتى وإن كان هذا المجتمع غير إسلامي؛ ذلك لأن الإباحية تتعارض مع الفطرة الإنسانية ذاتها.

وتزامنًا مع خطورة هذا الداء، فإنه ينتشر انتشار النار في الهشيم، بداية من المجتمعات التي اختلقته وصدرته إلى دول العالم، وصولًا إلى الأطفال الذين يشاهدونه بين جدران غرفهم المظلمة.

الإباحية.. تجارة علنية رابحة ماديًا

ذكرت وزارة العدل الأمريكية في تقرير النائب العام لفرقة العمل المعنية بالعنف العائلي، أن تجارة الإباحية والدعارة رائجة بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتم هذه التجارة بوسائل عدة، مثل: الكتب والمجلات، وأشرطة الفيديو، والقنوات الفضائية الإباحية، إضافة إلى الوسيلة الأكثر شهرة واستخدامًا؛ الإنترنت.

من ناحية أخرى، وتأكيد أن الإباحية تجارة علنية، أفادت إحصائيات وكالة الاستخبارات الأمريكية (FBI) أن تجارة الدعارة تعد ثالث أكبر مصدر للربح من الجرائم المنظمة بعد المخدرات والقمار، هذه التجارة المربحة جعلت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تملك أكثر من 900 دار للسينما متخصصة في بث وعرض الأفلام الإباحية، وأكثر من 15 ألف مكتبة ومحل تبيع الأفلام والمجلات الإباحية، ناهيك عند عدد المواقع والمنصات الرقمية التي تستهدف بها الأطفال والمراهقين والشباب من أبناء المجتمع الإسلامي.

الإباحية.. تباع بثمن بخس للقضاء على المجتمع

إذا ما أردنا التحدث عن الإباحية وأثرها على المجتمع، لا بد بداية أن نعلم أن هذا النوع من التجارة هدفه تدمير المجتمع الإسلامي، تمامًا كما دمرت الروابط وشردت الأسر في المجتمعات الغربية المصدرة للإباحية، لنا أن نتخيل أن عدد صفحات الإباحية تجاوز 2.3% من إجمالي عدد الصفحات على شبكة الإنترنت!

من ناحية أخرى، فإن عدد زوار المواقع الإباحية على شبكة الإنترنت تجاوز 5 ملايين زائر، وما يدعو للقلق ما نشرته مؤسسة زوجبي (Zogby) والعديد من الدراسات التي أفادت أن أكثر مستخدمي المواد الإباحية تتراوح أعمارهم ما بين 12 - 17 سنة!

هذه التجارة التي استهدفت تدمير المجتمع الإسلامي تجني مليارات الدولارات بجانب هذا الهدف، فمنذ أكثر من عقدين ونصف عقد، بلغ دخل تجارة المواد الإباحية 18 مليار دولار!

الإباحية وأثرها على المجتمع

تناولت العديد من الدراسات الموضوعات والجرائم الجنسية التي يجنيها المجتمع من الإباحية، وتوصلت الدراسات إلى أن نسبة الانحطاط الأخلاقي في المجتمعات التي تنتشر فيها الإباحية تبلغ حوالي 30%، ويوجد أشكال عدة للانحطاط، منها التعري، والتجسس على الأعراض بالكاميرات الخفية، أو اختراق خصوصيتهم، إلى جانب التحرش والاحتكاك الجسماني بالآخرين لا سيما في الأماكن المزدحمة، وارتفاع نسبة جرائم العنف، والاغتصاب، والانحطاط في العلاقات الزوجية، وإدمان المخدرات والمسكرات.

كل هذه الأمور تنعكس على الطابع العام للمجتمع، وتؤثر سلبًا على جوانبه الاقتصادية والإنتاجية، ناهيك عن زعزعة الثقة في النفس والهشاشة الذاتية التي يستحيل معها التفوق في أي مواجهة.

يتضح مما سبق أن للإباحية آثارًا متعددة وخطيرة على المجتمع، ولا يمكن الحدّ من تداعياتها إلا باجتثاثها من عقول مدمنيها؛ إذ إنها تمثل أداة ممنهجة لتفكيك العلاقات والروابط الاجتماعية، ومحاولة لزعزعة استقرار المجتمع الإسلامي وقيمه.

 يمكنك الاطلاع على:
 
الإباحية وأثرها على المراهقين
10 أضرار لمشاهدة الأفلام الإباحية


المصادر:

1- بسام محمد أبو عليان، الانحراف الاجتماعي والجريمة، ص181.

2- غاري ويلسون، دماغك تحت تأثير الإباحية: أضرار المرئيات الجنسية على الإنترنت في ضوء علم الإدمان الحديث، 2014.

3- إسماعيل عرفة، الإباحية الجنسية حان وقت سداد الفاتورة، 2022.

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة