إلى الشهيد المجاهد البطل أحمد المطروش الجزائري

شريف قاسم

02 نوفمبر 2025

127

وصلتني هذه الكلمات من أحد الإخوة الأفاضل، وأرفقها برسالة صوتية يعبر فيها عن مدى تأثره ببطل صنديد، يعيد للأذهان بطولات خالد، وأبي عبيدة، والقعقاع.. وغيرهم من أصحاب المدرسة المحمدية الفرسان الأبرار، حيث الإيمان والجهاد والصبر وحب الشهادة في سبيل الله سبحانه.

فهل تعرفون من هو البطل المسلم الذي تحدَّى وحدَه القوة العظمى في العالم تلك القوة الغاشمة التي قتلت أكثر من مليون شهيد على أرض الجزائر؟

نعم، بطل شعبي جزائري وعربي ومسلم، قاوم الاحتلال بنفسه، ويقال: إن شخصية «رامبو» مستمدة منه، إنه أحمد بن درميع (1926 – 1959م)، يعرف باسم أحمد لمطروش، وهو مناضل جزائري ولد ببرج الغدير، ولاية برج بوعريريج، لقب بـ«رامبو الجزائر»؛ لقتله 611 من قوات الاستعمار الفرنسي من جنود وضباط.

حيث قام بتصفية الفرنسي سانتوس بيير عام 1957م، كما قام بتخريب عشرات المزارع والمصانع والقصور والمعتقلات، والمخازن المملوكة لضباط من جيش الاحتلال؛ ما حول حياتهم لجحيم، وأجبرَ المئات من جنود الاحتلال وضباطه على الهروب من أماكن خدمتهم.

وبعد كفاح طويل، أسرَهَ الاحتلال ووضعه في سجن شديد الحراسة، واستطاع الهرب منه بعد 90 يوماً، وعاد للجهاد، ثم استشهد على أرض سطيف أثناء قتاله لجنود الاحتلال، كان يقاتلهم وحده أمام كتيبة كاملة بالعتاد والسلاح، ولم يستشهد عبثاً؛ إذ قتلَ أكثر من 30 علجاً فرنسياً حتى لقي ربه مقبلًا غير مُدبِر عام 1959م.

الفرنسيون منعوا وما زالوا يمنعون أن يُنتج أي فيلم عن هذا المقاتـل العنيد، حتى لا يعرفه شـباب المسـلمين أنهم أحفاد العظماء.

لذلك، فالواجب على كل مسلم أن يحكي قصَّة مثل هذا البطل العظـيم ولو حتى بمشـاركة هذا المنشور، أو نقله في وسائل التَّواصل الاجتماعية.


هذا زمانُـك ياذا الموسمِ النَّضرِ           أعـدْ مغـاني الورى أمنًا لِمُـنْتَظِرِ

فموسمُ البهجةِ الجُلَّى محامدُهـا           لمَّـا تغبْ في دياجي الأوجُهِ الأُخـرِ

الـدِّيـنُ باقٍ ولن تفنى مكانتُه             واللهُ يمهلُ مَنْ قد باتَ في الخُسُـرِ

فقد طوى صولةَ الأشرارِ في زمنٍ           عاشوا بطغيانهم في الكفرِ والنُّكُـرِ

وأسقطَ التاجَ تاجَ الزورِ من مـللٍ           تصدَّرَتْ لـوحةَ الإذعانِ للبـطرِ

واليوم عادتْ أياديهم لخسَّتِها            في الغزو والبغي والإيذاءِ للبشرِ

بالأمسِ كنا وما كانت عداوتُهم           إلا الهُراء وحشدًا غيرَ منتصرِ

أكفُّنا بَـنَـتِ الأمجادَ دعـوتُها             وجاءَ تاريخُـها الميمونُ بالخبرِ

لكنْ هجرنا مثانينا وسُنَّتَنـا              فأخوتِ الحِقَبُ الثَّكلى على خطـرِ

واليوم نادى منادي الحقِّ أنفسَنا           لكـي نعيدَ زمان العزِّ والسِّيرِ

فكم لأُمُّتنا في الأرضِ من أثرٍ           تهفو إليهِ قلوبٌ عِشْنَ في ضجرِ

فَقُمْ أُخَـيَّ إليها فارسا بطلا           باللهِ معتصمًا في مُدَّةِ العُمُـرِ

فأنت من أُمَّةٍ مولاكَ أكرمها           بالوحيِ والفتحِ والإسلامِ والسُّورِ

أنِـلْ فـؤادَكَ مجدًا ليس يدركُـه           أخـو الهوى والونى والجُبْـنِ والخُـسُرِ

وحاذرَنْ خِسَّـةَ الختَّـارِ أقعدَه           عن الجهادِ ضلالُ القلبِ والبصرِ

إنَّ البصـيرةَ أعمتْها حماقتُهـم           فلم يروا كعبةَ التوحيدِ في الصُّـورِ

ولا قد اعتمرتْ يوما ضمائرُهم         أو قد هفا شوقها إلا لمنحدرِ

ولا هُمُ استمعوا إلا لذي صلفٍ        أو ماجِنٍ عبِثٍ من أحقر النَّـفرِ

وما صحتْ لنداءِ الصِّيدِ غفلتُهم         وركبُهـم في غمارٍ غيرَ منكسـرِ

ولا سرتْ سيرةُ «المطروشِ» بينهُمُ        إذْ فاتهم «أحمدُ المطروش» في الدُّثُـرِ

هـو المجاهدُ والمقدامُ أرهبَهم            والمؤمنُ الصَّادقُ الإيمانِ في العُسُرِ

ألقى بمهجتِه في غمرِ ملحمةٍ           فَرَّ العـدوُّ برؤيـاهُ إلى سقرِ

فما تناءى الهمامُ الفذُّ عن قيمٍ           ولم يخف غمراتِ المسلكِ الوعرِ

فقد رمى جمعَ طغيانٍ لهم بيدٍ           رعى بطولتَها الإسلامُ في العُصُرِ

وباءَ بالعارِ مَـن قد جاءَ منتفِشًا           بالكِبرِ والحقدِ معتزًّ وبالسُّرُرِ

فتضحياتُ الفتى باتتْ مؤرِّقةً           حالَ البغاةِ بعزمٍ غيرِ مندثرِ

فـجـدَّدَ الفارسُ الغالي بسيرتِه           عـهـدَ الجددِ فما في الرَّدِ من قِصَرِ

هـي العقيدةُ إسـلاميةٌ عبستْ           في وجهـهـا قسماتُ المجرمِ الأشِـرِ

كم ظالمٍ نالها بالحقدِ جانبُه             فأهـلـكَ اللهُ وجهَ الحـاقدِ القذرِ

فالخيرُ في أُمَّتـي باقٍ يجـدِّدُه             قـرآنُها وسجايا سيِّدِ البشـرِ

ألم يروا أحمدَ المطروشَ نازلهم        وهـمْ هُمُ القوةُ العُظْمَـى لمُزدَجـَرِ

فليس ترهبُ جندَ اللـهِ قوتُهم           وما تخاذلَ ركبُ الحقِّ في عُذُرِ!

فها هُمُ اليومَ والأحداثُ داميةٌ           في وقفةٍ شأنُها في أعذبِ السِّيرِ

فقهرُهـم غايةُ الطاغين أرهقهم           صبرُ الأباةِ فهُم من أكرمِ الصُّبُرِ

والبشرياتُ بفتـحٍ اللـهِ ما غـربتْ         عـن أعينِ الركبِ ركبِ الفتحِ والظَّـفَرِ

رجالُه الصِّيدُ ما هانوا ولا وهنوا        وشأنُهم ليس في الـدنيا بمنحسرِ

فربُّهم بيديه أمـرُ رفعتِهم              وما لفرعونهم في الأرضِ من وزرِ

بطولةٌ علمتْها في منازلةٍ              أعداؤُها فَلَوَوا عن شرِّ منْتَظَرِ

هي العقيدة ربَّتْهم بطولتُها             إن أقبلُـوا لجهـادٍ غيرِ منحسرِ

وجاءَ منهم لحشدِ الغزوِ فارسُنا         «درميعُ» في عصرِه المشهودِ بالنُّذُّرِ

عصرِ العداوةِ للإسلامِ من نخبٍ         مـمقوتـةٍ وُعِدَتْ بالخُسرِ في القدرِ

جاؤوا لأُمَّتِنا مستـكبرين بما               لـدى عداوتِهم من كلِّ ذي خطرِ

لكنَّهم وجدوا فرسانَها زمرًا              في ردِّهـمٍ من إباءٍ غيرِ مندثرِ

وفي الجـزائرِ هذا الشَّهمُ أرهبَهم            وفرَّقَ الجمعَ جمعَ الغزوِ لم يذرِ

مليون من شعبها من بغيهم قُتِلُوا           أما الدمار فلا تسألْ عن الخبرِ!

ولا تسل عن يدِ الإجرامِ ما فعلتْ          بالآمنين أذى لـم يأتِ في العُصُرِ!

فالذَّبحُ والسجنُ البغيضُ وما             في معجمِ الحقدِ من شرٍّ ومن ضررِ

ومن مفاسـدَ راموها ليَقْتَلـِعُـوا           حضـارةَ الأمسِ مـن تاريخـنا النَّضرِ

وحـاربَتْ قيمَ الإسلامِ هجمتُهم             بالكفرِ حينا وحينا أسوأ الفِكـرِ

لكنَّـه الشَّعبُ بالإسـلامِ عزَّتُه                فلـن يهـونَ ولـم يركعْ لـذي وطـرِ

فـفي بـنِـيـه شبابٌ ليس تُقـعدُه               عـن الجهادِ نوايا كلِّ مُحْتَقـرِ

صحوا فطوبى لهم فاللـه غايتُهم              به قد اعتَـصـموا إذْ خير مُدَّخَـرِ

قد طابَ سعيُـكَ مطروش وابتهجت       بـك الجزائـرُ والأحـرارُ في البشرِ

ونلْتَ من ربِّـك الرحمنِ منزلةً            ما نالهـا غافـلٌ أو ذو هـوى بطرِ

وكنتَ ياذا السجايا أسوةً حسنتْ           لأُمَّـةٍ ما كوتْها جـمْـرةُ العِـبَرِ

فـكم رمـى الحاكمُ الختَّارُ عزَّتَها           والآخـرُ المجرمُ الجزَّارُ ذو الصَّعـرِ

فهبَّ مثلك أبطــالٌ غطارفةٌ             في وجهِ كلِّ زنيمٍ فاسدٍ قـذِرِ

«فَسَيِّدٌ» ومئـاتٌ في كِنانَتِـنا            نالوا الشَّهادةَ من إكـرامِ مُـقْتَدِرِ

ونخبةٌ مـن كـرامِ القومِ ما بخلوا            بالروحِ والمـالِ والأولادِ والأُسرِ

هنيَّةٌ والفتى السِّنــوارُ ما وجلا           في ساحةِ العزِّ رغـم الهولِ والخطرِ

والشَّامُ والشُّهداءُ الصِّيدُ بارئهم          مليونُ بلْ زادَ رقْمُ العدِّ في الحفرِ

فالعصرُ عصرُ ابتلاءٍ دون صحوتنا         تكالبَ الشَّـرُّ في آنائـه الأُخرِ

يبغي الطواغيتُ أن تُطوَى عقيدتُنا           ودينُنـا ليس في الدنيا بمندثرِ

فالحافظُ اللهُ والأشـرارُ يهلكُهم            ربُّ العبادِ بأقدارٍ ولم يذرِ

فبورك الشُّـهداءُ اليومَ قد حملوا           رسالةَ الجودِ في الإسلام والظَّـفرِ

فـأُمَّـتي تتـلقَّـى مـن مكائدهـم              فينجلي مجدُها الـزَّخَّارُ بالسَّـيـرِ

ستنتهي حقبُ الطغيانِ مرغـمةً           فللطغاةِ مـآلٌ غيرُ منحسـرِ

وللـزمـانِ بإذن اللـهِ دورتُه               وإن تمادى به الفُجَّارُ بالبطـرِ

فالأمرُ آتٍ من الدَّيَّانِ مُحْكَمَةً           به التَّدابيرُ في الأسنى من الصُّورِ

وينصرُ اللـهُ بالأبرارِ شـرعـتَه            ويُزهقُ الباطلُ المأفونُ في الحفرِ

وإنَّما الغُـمَمُ السُّودُ التي غمرتْ           وجهَ المكانةِ للإسـلامِ في صقرِ

تزولُ آثـارُهـا فالفتـحُ يدركُهـا            فليس تَبقى نيـوبُ الذئبِ والنَّمرِ

فالكلُّ في قبضةِ الدَّيانِ إن كفروا        وإنْ هُمُ مكروا في محفلِ الصَّعَـرِ

واللـهُ لن يهجـرَ الأبـرارَ في ظُـلَمٍ           فغارةُ اللـهِ تجلو ظلمةَ السُّتُـرِ

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة