5 إستراتيجيات لتغذية الأطفال في سن المدرسة


وفقاً لمنظمة «يونيسف»، يعاني حوالي 40% من أطفال العالم من فقر الدم، وتشير منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن حوالي 38 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من السمنة عالمياً، في الوقت ذاته يعاني طفل من كل 3 أطفال في سن المدرسة من سوء التغذية أو نقص الفيتامينات الأساسية.

هذه إحصاءات عالمية تشير إلى أهمية العناية بتغذية الأطفال في سن المدرسة (من سن 5 إلى 15 سنة)، وتعد هذه المرحلة من أهم المراحل العمرية في حياة الإنسان، حيث يتشكل فيها الجسم، خاصة الجهاز المناعي، وكذلك النمو العقلي واللياقة البدنية.

أهمية التغذية السليمة في مراحل المدرسة

تتمثل أهمية التغذية السليمة في المراحل المتعددة في المدرسة من عدة نواح، هي:

الأولى: النمو البدني والعقلي للأطفال:

ومن أهم الإرشادات في هذه الناحية:

- أن الطفل يحتاج إلى بروتينات، وفيتامينات، ومعادن لنمو العضلات والعظام.

- أن نقص الحديد (الأنيميا) يؤثر على التحصيل الدراسي.

- من المهم العناية بعنصر «الأوميغا-3» (الموجود في الأسماك والمكسرات) لأنه يحسن الذاكرة والتركيز.

الثانية: تعزيز المناعة:

ولتعزيز المناعة عند الأطفال في مراحل الدراسة يجب العناية بما يلي:

- إعطاء الطفل الأطعمة التي تحتوي على فيتامينات (A، C، D) حيث إنها تقوي المناعة، ونقصها يزيد من الإصابة بالأمراض.

- العناية بالخضراوات والحبوب الكاملة (مثل البروكلي والعدس) حيث إنها تحتوي على مضادات أكسدة تحمي من الالتهابات.

الثالثة: الوقاية من الأمراض المزمنة:

ومن أهم الإرشادات التي تساعد في الوقاية من الأمراض المزمنة عند الأطفال ما يلي:

- الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى السمنة في الطفولة، فهي تزيد خطر الإصابة بـالسكري وأمراض القلب لاحقاً.

- تجنب الوجبات السريعة (الغنية بالدهون والسكر) فهي تساهم في ارتفاع معدلات السمنة بنسبة 50% في الدول النامية وفق إحصاءات أجريت في العقد الأخير.

إستراتيجيات غذائية لأطفال المدارس

هناك عدد من الإستراتيجيات المهمة التي يوصى بها المتخصصون في مجال تغذية أطفال المدارس، ومن أهمها:

الأولى: الوجبات العائلة:

في ظل انتشار ثقافة الوجبات السريعة التي تساهم في ترك عادة الأكل مع الأسرة، فإن الدراسات تظهر أن تناول الأطفال الطعام مع الأسرة له أثر إيجابي حيث يقلل من اضطرابات الأكل بنسبة 35%، مما يساعد في تحسين الصحة العقلية.

وهذا المعنى الذي اكتشفه العلماء، حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه» (حسنه الألباني).

الثانية: وجبة الإفطار الصحي:

تشير دراسة أجريت من جامعة هارفارد الأمريكية إلى أن أطفال المدارس الذين يتناولون الإفطار يحققون نسبة أعلى من غيرهم في التحصيل الدراسة بدرجة 20%.

وينصح في وجبات الإفطار أن تحتوي على:

- منتجات الألبان: (كالزبادي والجبن)، فهي معروفة بأنها غنية بالكالسيوم لبناء العظام.

- الفواكه والمكسرات: (مثل الموز واللوز وغيرهما) لأنها تمدّ الأطفال بالطاقة وتحسن المزاج، مما يساعدهم في العملية التعليمية.

الثالثة: تجنب الوجبات السريعة والمشروبات الغازية:

تعد الوجبات السريعة والمشروبات الغازية من أخطر الظواهر الغذائية على صحة الأطفال، حيث تحتوي علبة مشروب غازي واحدة على 10 ملاعق سكر؛ ما يزيد خطر السمنة وتسوس الأسنان، كما ينصح بتقليل السكر والملح في الطعام، خاصة الملح الصيني الذي عادة ما يكون موجوداً في بعض الأطعمة مثل الأندومي وأطعمة المطاعم للأكلات الجاهزة، وكذلك تجنب استهلاك السكر الزائد، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بألا يتجاوز استهلاك الطفل 6 ملاعق من السكر يومياً.

الرابعة: الأغذية التي تساعد في النمو:

من المهم في تغذية الأطفال العناية بالبروتينات الصحية التي تساعد في النمو، مثل:

- الأسماك (مثل السلمون) لأنها غنية بـ«أوميغا-3».

- اللحوم الحمراء الخالية من الدهون والبيض، فهي مصدر مهم للحديد والزنك.

كما أنه من المهم أيضا في تغذية أطفال المدارس العناية بالخضراوات والحبوب الكاملة، مثل:

- السبانخ والجزر: لأنها تحتوي على فيتامين «A»، والذي يحافظ على بصر الطفل.

- الشوفان والعدس: حيث إنها تحتوي على ألياف تحسن الهضم وتقلل السمنة.

الخامسة: النشاط البدني للطفل:

تشير الدراسات إلى أهمية الرياضة والنشاط البدني للطفل، حيث يرى العلماء أن الأطفال في مراحل المدرسة يحتجون إلى 60 دقيقة يومياً من النشاط البدني والرياضة، كالجري والسباحة وغيرها من الرياضات المتعددة.

وهذا التوجيه الطبي أكدته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف» (رواه مسلم)، وقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «علموا أبناءكم السباحة والرمي» (رواه البيهقي).

السادسة: القدوة الغذائية:

من المعلوم أن الطفل في هذه المرحلة يتأثر بالبيئة المحيطة به، خاصة البيت والمدرسة، فيجب أن تكون الأسرة قدوة في تناول الغذاء الصحي، فلا يصح أن ننصح أبناءنا بالغذاء الصحي ونحن لا نتناوله، كما يجب التقليل من تناول الوجبات خارج المنزل، وفي هذا الإطار يجب على المدارس توفير وجبات غذائية صحية، ومنع المشروبات والأطعمة الضارة للأطفال، كما يجب فرض سياسات تحد من إعلانات الوجبات السريعة الموجهة للأطفال.

إن تلك الإستراتيجيات وغيرها يمكن أن تساهم في وقاية أطفالنا من أمراض العصر المنتشرة، خاصة السمنة، وكذلك تساهم في بناء جيل صحي وقوي، كما حث عليه ديننا الحنيف، وقديماً قالوا: «العقل السليم في الجسم السليم»، فلتكن عنايتنا بتغذية أطفالنا من أهم أولوياتنا في الحياة، فأولادنا أمانة.

 




________________________

1- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC10251301/

2- .https://choc.org/programs-services/nutrition/nutrition-school-age-children/

3- https://www.rch.org.au/kidsinfo/fact_sheets/Nutrition_older_children/

4- https://me.health.gov.il/ar/parenting/learn-more/child-and-adolescent-nutrition/children-and-adolescents-nutritional-recommendations/

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة