5 أدوار رئيسة يؤديها الأب في حياة الطفل

محرر الأسرة

16 نوفمبر 2025

156

قد يظن البعض أن الأم هي الفاعل الرئيس في عملية تربية الأبناء، وأن بمقدورها تعويض غياب الأب، أو القيام بمهامه التربوية والعاطفية على أكمل وجه، لكن تلك الصورة تتطلب قدراً كبيراً من التصويب.

تؤكد دراسات نفسية حديثة أن الأب يؤدي دوراً كبيراً ومهماً في تشكيل شخصية الابن، وتطوره النفسي والذهني، وتحقيق توازنه النفسي والاجتماعي.

ربما من تغيب عنه الأب لأي سبب أو مانع، الوفاة مثلاً، أو السفر، يدرك جيداً حجم الاحتياج له، وقيمة الدور الذي يؤديه في حياته، فبينما تميل الأم إلى الاحتواء والحنان، يقوم الأب بدفع ابنه إلى المغامرة، ويحمله قدراً من المسؤولية، ويخلق منه شخصية متزنة، تثق في نفسها، وتستطيع مواجهة ضغوط الحياة.

ولا شك في أن حضور الأب في حياة الطفل لا يقاس كما بالوقت، بل بمدى وفاعلية الحضور والتفاعل والأثر في شخصيته وحياته واتزانه النفسي.

«المجتمع» تسلط الضوء على الأدوار الحيوية التي يؤديها الأب في حياة أبنائه، وكيف يمثل عاملاً وحافزاً لهم على النجاح والإنجاز.

أولاً: يعد الأب بمثابة النموذج الأمثل للقدوة في حياة الطفل، عبر التعلم بالملاحظة والتقليد، يراه يصلي فيقلده ويؤدي مثله حركات الصلاة، يشاهده وهو يساعد أمه فيفعل مثله، وهكذا؛ بما يجعل من الأب تجربة حياتية متكاملة أمام الابن، بايجابياتها وسلبياتها؛ الأمر الذي ينعكس على الطفل، خاصة خلال السنوات السبع الأولى من عمره، وهو ما يفرض تحدياً على كل أب، يتعلق بأن يكون قدوة حسنة في البيت وأمام أبنائه؛ لأنه بمثابة المعلم لهم.

وقد قدم القرآن الكريم لنا نماذج للأبوة الصالحة كما هي الحال مع نوح، وإبراهيم، ويعقوب، ولقمان، عليهما السلام، بينما قدم نموذجاً وحيداً للأبوة الفاسدة، وهو آزر والد نبي الله إبراهيم عليه السلام؛ ما يعني أن الأصل في الأبوة الصلاح وليس الفساد.

ثانياً: يمثل الأب في مرحلة المراهقة دوراً مركزياً، يعين المراهق على تجاوز تلك المرحلة بتقلباتها المزاجية، من خلال الاحتواء والتوجيه والنصح والإرشاد، فالعلاقة الآمنة مع الأب تحسن الحالة النفسية للمراهقين، وتدعم ثقتهم بأنفسهم، كما أن الأب القريب من أولاده في تلك المرحلة، نفسياً وذهنياً، لهو أقدر على النجاة بهم إلى بر الأمان.

ثالثاً: يسهم الأب بلغته ومفرداته وطريقة تفاعله مع أطفاله في تحقيق قفزات لغوية لديهم خلال السنوات الأولى، فبحسب دراسة أمريكية، صادرة عن كلية التربية بولاية نيوجيرسي، فإن تفاعل الأب أثناء القراءة لأولاده في عمر مبكر، حتى قبل إتمامهم عامهم الأول، تسهم في إنضاجهم لغوياً عند بلوغهم 15 عاماً، كما أن الأب الذي يشارك أبناءه القراءة والنقاش يغرس فيهم حب العلم والمعرفة والفضول، ويعزز من قدراتهم اللغوية والاجتماعية.

رابعاً: يمنح الأب من خلال اللعب مع أطفاله مساحة واسعة لهم لاكتشاف قدراتهم ومواهبهم، كما يعزز لديهم دوافع الاندماج في المجتمع، ويدفعهم إلى خوض التجارب بثقة واكتشاف العالم بشغف، كما أن تلك العلاقة الإيجابية تساهم في بناء هوية متماسكة للطفل، وتحد من اضطرابات الشخصية خلال فترة المراهقة، بحسب الجمعية البريطانية لمعالجي الأطفال النفسيين.

خامساً: يعزز وجود الأب الصحة النفسية للأطفال، ويحميهم من التوتر والاكتئاب والقلق، ويساعدهم على ضبط النفس، والتواصل مع الناس، والتكيف مع ضغوط الحياة، والقدرة على التفاوض وحل المشكلات، كذلك يغرس فيهم قيم الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل، وفق موقع «سيكولوجي توداي».



اقرأ أيضاً:

10 نصائح لأبوّةٍ رائعة

كيف نعوّض الأب الغائب؟

غياب الزوج عن الأسرة.. الآثار والحلول

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة