بالتزامن مع تنشيط «درع أبراهام» مع 10 دول عربية..
مزاعم «إسرائيلية» عن توقيع اتفاق سلام مع سورية الجديدة!

بالتزامن مع وقف
إطلاق النار بين «إسرائيل» وإيران بواسطة أمريكية قطرية، انتشرت سلسلة أخبار
مشبوهة عن قرب التطبيع بين الدولة الصهيونية وسورية.
كما عُلقت في
عدة أماكن في «تل أبيب» لافتات تتحدث عما يُسمى «الائتلاف الإسرائيلي للأمن
الإقليمي»، «خطة درع إبراهيم» لاستكمال التطبيع مع دول عربية بينها سورية
والسعودية!
وسائل الإعلام «الإسرائيلية»
امتلأت فجأة بأخبار التطبيع مع سورية تقول: محادثات مباشرة بين سورية و«إسرائيل»
تتناول تطبيع العلاقات، وسورية ستتنازل عن الجولان مقابل انسحاب «إسرائيل» من الأرضي
الجديدة التي احتلتها عقب انتصار الثورة السورية في ديسمبر 2024م.
وواكب هذا
تصريحات أمريكية و«إسرائيلية» تزعم عن أن الموجة القادمة من اتفاقات «أبراهام»
ستشمل لبنان وسورية والسعودية.
ولأن هذه
الأخبار مصدرها «إسرائيل» فقط، اعتبرها محللون أخباراً كاذبة، فيما اعتبرها
معارضون للنظام الجديد في سورية خيانة وعمالة، مع أن دمشق لم تُعلق على هذه
الأخبار («الإسرائيلية» المنشأ) وتجاهلتها.
واعتبرها آخرون تصيداً
وسوء نية من جانب الاحتلال، وأنها أخبار أو ادعاءات لا تستحق التعليق عليها، وربما
يكون الهدف منها توريط القيادة السورية وزيادة في الضغط عليها.
وما أثار
البلبلة أيضاً إعلان المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، في 25 يونيو 2025م،
أن واشنطن ستصدر في وقت قريب إعلاناً مهماً بشأن انضمام دول في المنطقة إلى
اتفاقيات التطبيع مع «إسرائيل» أو ما تسمى أمريكياً و«إسرائيلياً» اتفاقيات «أبراهام»،
قال ويتكوف لـ«سي إن بي سي»: نتوقع تطبيع العديد من الدول علاقاتها مع «إسرائيل».
وخاضت الإدارات الأمريكية؛ السابقة والحالية، عدة مباحثات مع السعودية بهدف ضمها إلى محور التطبيع مع «إسرائيل»، لكن حرب الإبادة على غزة عطلت هذا الملف، وتسعى واشنطن لضم دول أخرى إلى قطار التطبيع.
قصة التطبيع
قصة هذا التطبيع
مع سورية بدأت بتعمد ما يسمى «الائتلاف الإسرائيلي للأمن الإقليمي» المعلن عنه عبر
ملصقات على مباني «تل أبيب»، نشر صورة للرئيس السوري أحمد الشرع ضمن 10 قادة عرب
أغلبهم من المطبعين ظهروا في الملصق «الإسرائيلي».
كان نشر صورة الشرع
مع القادة المطبعين العرب مثيراً للاستغراب! والأغرب أنه سبقه حملة «إسرائيلية»
تزعم أن دمشق سمحت لطائرات الاحتلال بالعمل من أجواء سورية لقصف إيران وصد
صواريخها، وهو ادعاء غير صحيح؛ لأن سورية لا تملك أصلاً سلاح طيران ولا بطاريات
دفاعية تمنع «إسرائيل».
ثم بدأت صحف «إسرائيل»
في نشر سلسلة أخبار عن التطبيع القادم كأنه أمر واقع وسط تشكيك سوريين فيما يبثه
الإعلام الصهيوني ونفيهم إمكانية التطبيع مع الاحتلال.
فقد زعمت صحيفة «يديعوت
أحرونوت»، في 26 يونيو الجاري، أن «إسرائيل» وسورية تستعدان لتطبيع العلاقات، وأن الاتفاق
المتوقع بين سورية و«إسرائيل» يشمل ضم الجولان رسمياً للسيادة «الإسرائيلية»، وزعمت
أنه بموجب الاتفاق ستدافع «إسرائيل» عن نظام الحكم السوري وتثبته.
وقال وزير
الخارجية «الإسرائيلي»: إنه إذا توفرت فرصة لتوقيع اتفاق سلام أو تطبيع مع سورية
شرط أن تبقى الجولان معنا سيكون ذلك إيجابياً لمستقبل «إسرائيل».
ثم نقلت قناة «آي
24 الإسرائيلية»، في 27 يونيو، عن مصدر سوري (لم تحدده وربما يكون درزياً أو كردياً)
أن «إسرائيل» وسورية ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025م، زاعماً أن مرتفعات
الجولان ستتحول بموجب الاتفاقية إلى حديقة سلام.
وزعم المصدر أنه
بموجب الاتفاقية المذكورة، ستنسحب «إسرائيل» تدريجياً من جميع الأراضي السورية
التي احتلتها بعد غزو المنطقة العازلة في 8 ديسمبر 2024م، بما في ذلك قمة جبل
الشيخ، في حين وزعمت «القناة 12» العبرية، في 28 يونيو، نقلاً عن مصدر سوري، أن
الاتفاق يتضمن انسحاب «إسرائيل» من جميع الأراضي السورية التي استولت عليها بعد 8
ديسمبر
وحين التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع الرئيس السوري لأول مرة في السعودية، في مايو 2025م، دعاه للتطبيع مع «إسرائيل»، ومقابل رفع العقوبات طلب ترمب منه 5 مطالب أساسية أبرزها إبرام اتفاق تطبيع مع «إسرائيل».
موقف
سورية
كل ما صدر عن سورية
بشأن التواصل مع «الإسرائيليين» كان قول الرئيس الشرع خلال لقاء مع وجهاء القنيطرة
والجولان، في 24 يونيو: نعمل على وقف اعتداءات «إسرائيل» بمفاوضات غير مباشرة، دون
الحديث عن مفاوضات مباشرة أو تطبيع، وهو ما كرره أيضاً خلال لقاء مع الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتحدث عن وجود
مفاوضات غير مباشرة جارية عبر وسطاء دوليين لوقف الاعتداءات والتوغلات «الإسرائيلية»
في أراضي بلاده، وهي المرة الثانية التي يعلن فيها الشرع حصول مفاوضات غير مباشرة
مع «إسرائيل».
وفي 7 مايو
الماضي، نقلت وكالة «رويترز» عن 3 مصادر مطلعة، أن الإمارات فتحت قناة اتصال خلفية
لمحادثات بين سورية و«إسرائيل»، وأن الاتصالات غير المباشرة، تركز على مسائل أمنية
ومخابراتية وبناء الثقة بين دولتين لا تربطهما علاقات رسمية.
وكثف الاحتلال «الإسرائيلي»
من اعتداءاته وتوغلاته في الجنوب السوري خلال الفترة الأخيرة، تزامناً مع تصريحات
وتسريبات عدة بشأن اتصالات سورية «إسرائيلية» برعاية أمريكية بهدف التوصل إلى
تفاهمات وربما اتفاقيات جديدة تتخطى اتفاق فصل القوات الموقع بين الطرفين عام 1974م.
ومنذ عام 1967م،
تحتل «إسرائيل» معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد
بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار
اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974م.
كذلك احتلت جبل
الشيخ الإستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كيلومتراً، ويقع بين
سورية ولبنان ويطل على «إسرائيل»، كذلك يمكن رؤيته من الأردن، وله 4 قمم أعلاها
يبلغ طولها 2814 متراً.