قراءة في كتاب «التعامل الأسري وفق الهدى النبوي»
يقدم كتاب
«التعامل الأسري وفق الهدى النبوي» إطلالة وافية على مفهوم الأسرة في الإسلام،
وحقوق وواجبات الزوجين، وكيفية الوصول إلى السعادة الزوجية، إضافة إلى استعراض
ملامح من الحياة الزوجية في بيت النبوة.
ويتناول الكتاب،
الذي يضم 9 فصول، خطورة الطلاق وأسبابه، وأثره على الأسرة، وكيفية تجنبه، إضافة
إلى استعراض منهج تربية الأبناء في الإسلام، ونماذج من العلاقات الأسرية في القرآن
الكريم، وفي بيت النبوة، وفضل وكيفية بر الوالدين.
وتحاول مؤلفة
الكتاب د. حنان قرقوتي تقديم خارطة طريق للأسرة المسلمة، لتحقيق الاستقرار الأسري،
ونيل السعادة الزوجية، وترشيد تربية الأبناء، من خلال استعراض حقوق وواجبات أفراد
الأسرة، سواء الزوج، أو الزوجة، أو الأبناء، أو الأهل.
وتنطلق المؤلفة
اللبنانية، في كتابها، من اتباع النهج النبوي في التعاملات الأسرية، سواء مع
الزوجة، أو الأولاد، أو الأحفاد، مع تقديم الإرشادات المستمدة من الشريعة
الإسلامية لتحسين العلاقات داخل الأسرة المسلمة، والارتقاء بها لتكون علاقات صحية
مستدامة، مع تجنب التفسخ والتفكك والطلاق الذي ضرب الأسرة، في العصر الحديث، وتسبب
في زعزعة أركانها وقيمها الأصيلة.
ترى قرقوتي،
الأستاذة بكلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية بلبنان، أن الأسرة هي اللبنة
الأولى في تكوين المجتمعات، وأن الإسلام منحها قيمة عظيمة، فاهتم بها وبأفرادها،
ونظم علاقاتها في كثير من أحكامه التي تتعلق بالحياة الزوجية، وما يترتب عليها، من
حقوق وواجبات، كما اهتم بترسيخ دعائمها من مودة ورحمة، ومعاشرة بالمعروف، كذلك وضع
طريقاً قويماً للطلاق، وفق قاعدة (الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: 229).
ويفصل الكتاب في
طياته مفهوم وجوانب وعلامات السعادة الزوجية، وحقوق كل من الزوجين، وضرورة تلمس
دعائم الإيمان في اختيار كل من الزوجين لشريك حياته، وبناء مستقبله الأسري،
مستشهداً بأمثلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته، وكيف كان زوجاً وأباً
ومعيناً لأهله، من خلال مواقف نبوية يحتذى بها، مستشهدة بالعديد من الأمثلة من
صحيح السيرة النبوية، وآثار الصحابة.
ويركز الفصل
الخامس من الكتاب على بيان قضايا الطلاق، وأسبابه، وآثاره، وخطورته على المجتمع
المسلم، وواجب كل طرف لمنع تزايد معدلاته، مع تقديم الحلول العملية لحل الخلافات،
وإزالة الشحناء بين الزوجين، بما يضمن تماسك الأسرة، والحفاظ على الأبناء من
التشرد.
وتنطلق قرقوتي،
وهي أكاديمية لبنانية وخبيرة في العلاقات الأسرية، إلى بحث منظومة القيم التي تحكم
بناء الأسرة في الإسلام، مسلطة الضوء على الطرق النبوية في تربية الأبناء، وآليات
غرس القيم والفضائل، وأساليب توجيه الأطفال إلى الطريق المستقيم، وفق الكتاب والسُّنة.
وتستعين الكاتبة
بخبراتها المتراكمة في مجال الدراسات الإسلامية، وقضايا المرأة المسلمة، في تبيان
أشكال العلاقات الأسرية، وطبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء في القرآن الكريم وفي
بيت النبوة، وما اعترى الحياة الحديثة من وهن وتراجع وانهيار، وكيف يمكن ترميم
ذلك، واستعادة النموذج النبوي كزوج وأب، وكيف كان حال زوجات المؤمنين، رضي الله
عنهن.
ويبين الكتاب،
وعدد صفحاته 201، فضل ومكانة بر الوالدين في القرآن الكريم، وتعامل النبي صلى الله
عليه وسلم، وصحابته الكرام رضوان الله عليهم، مع آبائهم، وما القواعد المثلى
للتعامل مع الآباء، والأبناء، واليتامى، وصولاً إلى الخدم.
الكتاب القيّم؛
عنواناً ومضموناً، يقدم شرحاً وافياً لخارطة العلاقات الأسرية في ظلال الإسلام،
وقواعد الهدي النبوي في بناء أسرة ناجحة، ومجتمع أكثر تماسكاً، وعلاقات اجتماعية
أكثر انضباطاً ورحمة وحيوية، بما يضمن للإنسان المسلم الفوز بالسعادة في الدنيا
والآخرة، ولمجتمعاتنا التماسك والاستقرار.
اقرأ أيضاً: