علاقة الصهيونية بالنازية

لا ضرر أن يضحي حاخامات اليهود وقادة الكيان الصهيوني بالمئات، بل الألوف من الشعب اليهودي في سبيل ضمان النصر والسلام لليهود فقط.. في فلسطين المغتصبة، في سبيل تحقيق الأهداف المعلنة والسرية في سبيل "إسرائيل" الكبرى من الفرات إلى النيل..

فها هم قد ضحوا بالمئات بل الألوف في حرب التحريك في العاشر من رمضان من اللاحرب واللاسلم!

والتي كان من نتائجها اتفاقية سيناء ومن قبلها فك الاشتباك الأول ثم الثاني!

مكاسب تتلوها مكاسب لصالح -كيان يهوذا- فمن اتفاقية سيناء إلى إنهاء حالة الحرب إلى الاعتراف واتفاقية عدم الاعتداء والسلام!

وبعدها يأتي الانقضاض مرة أخرى لتحقيق إسرائيل الكبرى!

ولا يتوانى يهودي عن التعاون مع أعدائهم لتحقيق مصلحة ما ولو عادت بالضرر العظيم على بني جنسه ففي التاريخ الحديث تبرز علاقة الصهيونية بالنازية والسعي الدؤوب المتواصل لتحقيق الأهداف والأطماع.. من خلال هذه العلاقة.

فبعد الحرب العالمية الثانية وانهزام ألمانيا النازية اتضح الدور التآمري السري بين الصهيونية اليهودية وبين النازية الهتلرية، فقد خدع العالم بالدعاية الصهيونية والنازية بسبب الإعدامات الجماعية والمذابح لليهود في ألمانيا والمناطق التي احتلها الألمان إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا..

والعكس تمامًا، فقد اتضح بالوثائق والمعلومات المستقاة من الوثائق الصهيونية واليهودية أن الصهيونية والنازية حلفاء، وأن الصهيونية قد ساهمت بل وخططت لإعدامات اليهود الجماعية!، لا حبًا بالنازية واعتقادًا بنظريتها وكرهًا لإخوانهم اليهود بل لأسباب ومصالح عليا عظمى خططت لها الصهيونية-ستتضح من تسلسل الموضوع، واليكم هذه المعلومات والتي سيتولى فارس بن غلوب باشا -غلوب باشا كان قائدًا للجيش الأردني قبل الاستقلال إلى عام 1958م؛ لكونه محققًا في مؤسسة برتراند راسل للسلام- وهذا جزء مهم للمعلومات التي جمعها فارس..

«بعد الاحتلال النازي لليتوانيا كانت مدينة فيلنو مليئة بعدد كبير من اليهود الذين لم تكن لهم علاقة بالحركة الصهيونية! بل كانوا مواطنين! يقفون ضد الاحتلال لبلادهم! أدرك النازيون هذه الحقيقة فاتصلوا بمنظمة الأرجون زفاي ليؤمي الصهيونية الشهيرة وطلبوا منها اختيار أحد قادة الصهيونية للإشراف على اليهود في ليتوانيا، فعين يعقوب جاتر مديرًا للشرطة في فيلنو ثم مديرًا عامًا للشرطة على جميع الجاليات اليهودية في ليتوانيا واختار له مساعدين من الصهاينة منهم غيسلو فقام الاثنان معًا بعمليات إبادة جماعية ضد اليهود في هذه البلاد في مدينة فيلنو أو شمياني قتل فيها أربعمائة يهودي في مذبحة واحدة» الأسبوع العربي بتاريخ 12/4/1976.

الصهيونية تشارك النازية في الإبادة الجماعية لليهود

وفي وارسو «بولندا» عند احتلالها عين النازيون غانز فيانج مديرًا للشرطة في الحي اليهودي وهو زعيم للمنظمة الصهيونية هاشومير هاتشئير «المايام حاليًا» فساعد في اضطهاد اليهود والتنكيل بهم وتقديم التقارير الأسبوعية عن تحركات اليهود للـ"الجستابو" كما كان يدعو اليهود لطاعة الحكم النازي».

ويقول فارس غلوب «لقد حدثت عمليات إبادة جماعية لليهود في مناطق عديدة من أوروبا ولم تحتج عليها الصهيونية رغم قدرتهم على ذلك بل لم يحاولوا حتى فضها والثابت أن الصهيونية شاركت النازية بالإبادة الجماعية ضد اليهود بل وخططوا لها».

"إيخمان" كان ضابط الاتصال بين النازية والحركة الصهيونية

ويقول فارس غلوب: في قضية إيخمان الشهيرة- من الثابت الآن أن إيخمان هذا كان هو ضابط الاتصال بين الحكومة النازية والحركة الصهيونية ففي عام 1938 عندما ضم الألمان النازيون النمسا عقدت اتفاقية بين الطرفين "الصهيونية – والنازية" لتوسيع التعاون في كل من ألمانيا والنمسا لخدمة الطرفين، هذه الاتفاقات عقدت مع أدولف إيخمان الذي كان في تلك الفترة برتبة نقيب وحسب هاتين الاتفاقيتين تعهدت الحكومة النازية بتدريب الشباب الصهيوني في مخيمات خاصة، وكان التدريب عسكريًا ويشمل كذلك الشؤون الزراعية. «الأسبوع العربي 12/ 4/ 1976».

"إيخمان" يطرد الراهبات من الدير ليتلقى شباب الصهاينة التدريب على يد النازية

هكذا تلقى المئات من شباب اليهود والصهاينة التدريب بقيادة أدولف إيخمان وهؤلاء الشباب هم الذين عملوا بعد ذلك في الكيبوتزات في فلسطين وكان إيخمان متحمسًا لتنفيذ هذه الاتفاقات.. ويحكى عن إيخمان أنه في فترة من الفترات تعذر عليه تدبير الأمكنة اللازمة لتدريب الصهاينة فكان يبحث عن الأمكنة باجتهاد شديد فعثر ذات مرة على دير للراهبات فقام على الفور بطرد الراهبات منه وأحاله الى مركز تدريب للصهاينة.

وبعد قيام الكيان الصهيوني- اليهودي كانت الحكومة تخشى أدولف إيخمان فسعت إلى خطفه ومحاكمته وإعدامه وسط ضجيج الإعلام الصهيوني عن دور إيخمان القيادي في المجازر التي قام بها ضد اليهود والحقيقة عكس ذلك.. فأثناء محاكمته قال أمام القضاة.. بأنه كان طول حياته مؤيدًا للصهيونية وأنه تعاون معها. «الأسبوع العربي 12/4/1976».

أخفيت هذه الكلمات إلى أن جاء الوقت لإخراجها

فهذه ليست الفضيحة الأولى والوحيدة فهناك فضيحة رودولف كاستز كان موظفًا كبيرًا في حكومة الكيان اليهودي عام 1953م والذي عقد اتفاقًا سريًا بينه وبين إيخمان عام 1944م وتقضي بالسماح لخروج 650 شابًا صهيونيًا من المجر إلى فلسطين مقابل السكوت عن المذابح والإعدامات لليهود- وبعد أن أوشك موضوع كاستز أن يفتضح؛ قتل في ظروف غامضة على يد المخابرات الإسرائيلية باسم «الشينيان» واسم القاتل س.ف إيكثين وقد قتل الصحفي الإسرائيلي موشيه كارين في فندق بألمانيا في ظروف غامضة والذي سعى بدافع ذاتي لاكتشاف الحقيقة؟!

وهناك اتفاقات أخرى كثيرة منها الاتفاقية التي وقعت عام 1933م «اتفاقية هاعضرا» وهي اتفاقية اقتصادية بين الطرفين وكانت فوائد الطرفين المالية كثيرة جدًا وبمقتضى هذا الاتفاق كذلك كان يصرح للصهاينة بارتداء زي خاص ويقومون باستعراضات علنية يحملون فيها العلم الصهيوني اليهودي «نجمة إسرائيل»، ثم الاتفاقية التي عقدت عام 1934م بين الطرفين بين الهستدروت وألمانيا النازية ومن ضمنها تدريب الصهاينة ومساعدتهم ماليًا مقابل سكوت الصهاينة عن مذابح اليهود!

نخرج من هذا كله بنتائج مهمة، وهي:

1- ضحى الصهاينة أو سكتوا عن المذابح اليهودية مقابل قيام النازيين بتدريب الصهاينة الشباب تدريبًا عسكريًا وزراعيًا على نظام المستعمرات وهم الذين عملوا بعد ذلك في الكيبوتزات في فلسطين وفي العصابات اليهودية.

2- كانت هناك اتفاقات اقتصادية ولا ندري كنه هذه الاتفاقات لكن مما لا شك فيه أنها في صالح اليهود ساعدت في تمكين اليهود في فلسطين بعد ذلك.. وساعدت النازيين كذلك في اجتياح أوروبا.

3- قام الصهاينة بتعاون مزدوج أثناء الحرب العالمية الثانية ما بين ألمانيا النازية وبين الحلفاء بقصد كسب كلا الطرفين لصالح أهدافهم وأطماعهم في فلسطين عن طريق إمداد كلا الطرفين بالمعلومات والمال والجهد.

4- استفاد الصهاينة من النازيين في تأديب المناوئين للحركة الصهيونية من اليهود.

5- استغل الصهاينة مذابح اليهود في ألمانيا وأوروبا على يد النازية في ابتزاز الأموال على شكل هبات وقروض طويلة الأجل وبشروط مشجعة وسهلة. في وسط الضجيج الإعلامي الصهيوني عن المذابح والإعدامات الجماعية لليهود في ألمانيا.. إذن من واجب ألمانيا الغربية أن تكفر عن الذنب بالإمداد المالي والعسكري الدائم لبناء الكيان اليهودي الاقتصادي والعسكري.

6- استغلت الصهيونية الأوضاع العالمية في الثلاثينات والأربعينات فهي قد حصلت على الفائدة العسكرية والاقتصادية عن طريق الاتفاقات التي عقدت بينها وبين النازية مستغلة في ذلك عداء هتلر لليهود، وهي قد حصلت على الفائدة كذلك من المعسكر الشيوعي باعتبار أن الصهيونية قائمة على النظرية الاشتراكية.. -نظام المستعمرات الكبوتزات- ولكون العالم العربي واقعًا تحت السيطرة الرأسمالية فهي قد حصلت على الدعم المالي والعسكري (أغلب أسلحة اليهود عام 1948م «تشيكية») والاعتراف.

واستغلت العالم الرأسمالي لكونها تمسك باقتصاديات هذا العالم ومقدراته ثم لكون هذا المعسكر يسيطر ويستعمر العالم العربي وخاصة فلسطين التي كانت تحت الانتداب الإنجليزي(1).

للمزيد:  

- مؤامرة جديدة على القدس...!!

- لمن تُدق الأجراس في «تل أبيب»؟!

- كيف يسيطر اليهود على أمريكا؟

- الكويت تقود معركة الدفاع عن القدس بالمحافل الدولية وتمثل عمقاً للشعب الفلسطيني

- الحركة الصهيونية.. عوامل النهوض والانهيار

- الحركة الصهيونية.. عوامل النهوض والانهيار

- أيها المنهزمون.. اتركوا الساحة لأهل الجهاد في فلسطين!

- القدس ستبقى همنا الأكبر مهما كثرت المشكلات

- محاولة لفهم الجذور الثقافية للتأييد الأمريكي المطلق لـ«إسرائيل»

- خطأ مقولة: «نقبل بما يقبل به الفلسطينيون»!

- عرفات وفتح والتيار الإسلامي

- جريمة الكيان الصهيوني ضد «الأقصى» تـفجِّر بركان الغضب الفلسطيني



__________________

(1) نشر بالعدد (297)، 27 ربيع الآخر 1396هـ/ 27 أبريل 1976م، ص40.  

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

العدد

ملفات خاصة

مدونة