إعمار غزة..

تجاوب دولي وتوافق فلسطيني وعرقلة صهيونية

رأفت مرة

23 نوفمبر 2025

65

انعقد مؤتمر إعمار غزة في 12 أكتوبر في القاهرة، بحضور دولي وعربي لافت، وغياب صهيوني، وناقش المؤتمر قضية إعمار ما هدمه العدوان الصهيوني على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 يوليو الماضي، واستمر 51 يوماً، وأقرّ المؤتمر 5 مليارات دولار على ثلاث سنوات؛ للإعمار ولتسيير أعمال السلطة الفلسطينية، وحاول مسؤولون صهاينة ربط الإعمار بنزع سلاح "حماس"، إلا أن هذه المحاولة فشلت ولم يتوقف عندها أحد.

وبرز في المؤتمر من خلال الكلمات، انزعاج جهات دولية وإقليمية من تعثر عملية التسوية، وجاء هذا الكلام على لسان وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري"، و"عبد الفتاح السيسي"؛ ما يعكس رغبة في إعادة تحريك هذه العملية مجدداً، لكن "محمود عباس" أعرب في المؤتمر عن عدم ارتياحه للعودة إلى المفاوضات بنفس الصيغة السابقة، ولا يبدو أن هناك أي محاولة جادة للعودة للمفاوضات.

وقد أدى العدوان الصهيوني إلى تدمير حوالي 30 ألف وحدة سكنية بشكل كامل أو جزئي، وتدمير 160 مسجداً بشكل كامل أو جزئي، وحوالي 500 مصلحة تجارية، و200 مدرسة، وتدمير 14 محطة تقوية إرسال الهاتف، وتدمير محطة الكهرباء الرئيسة في قطاع غزة بشكل شبه كامل، و8 محطات مياه وصرف صحي، إضافة إلى شبكات الطرق والجسور ومحطات فضائية وإذاعية، و6 مستشفيات، وأكثر من 10 مؤسسات إنسانية، وتهجير حوالي 300 ألف مواطن، وهو ما دفع مسؤولين دوليين إلى وصف مشاهداتهم بعبارات قاسية.

مستقبل الإعمار

ومن يراقب المواقف والتصريحات الدولية والإقليمية والإجراءات الميدانية، يلاحظ أن هناك تبدلاً ملموساً، ولو بطيئاً، في تغيير التعامل مع قطاع غزة.

فالحرب التي شنَّها الاحتلال الصهيوني على القطاع، وفشله في تحقيق أهدافه، أزعجت حلفاءه مثل واشنطن، التي لم تكن راضية عن هذا القرار الصهيوني بفتح جبهة توتر جديدة في المنطقة.

وهذا ما دفع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" إلى أن يقول أمام "نتنياهو" لدى استقباله إياه في واشنطن: إن التعامل مع قطاع غزة يجب أن يتغير.

وبرزت تصريحات صهيونية مثل رئيس الأركان "بيني جيتس"، ومنسق أنشطة الاحتلال الجنرال "موردوخاي"، الذين قالوا: إنه يجب تغيير التعامل مع غزة.

وتقول جهات أوروبية: إن التعامل مع غزة بأسلوب الحصار والمنع والتضييق هو الذي أدى إلى التوتر والعنف، ومن ثمّ يجب التوقف عن هذا الأسلوب.

وخلال الأسابيع الماضية، برزت مؤشرات طفيفة على تحسن التعامل مع قطاع غزة، مثل تحسين عمل المعابر، وإدخال الشاحنات، وتحسن في معبر رفح، وإدخال 3000 طن من الترابة غير السكنية التي تدخل للجهات الدولية والمنظمات الإنسانية.

عملية الإعمار لا تنتهي عند هذا الحد، فالقضية صعبة ومعقدة، وتحتاج أعواماً وخططاً؛ لأن هناك أحياء دمّرت بالكامل، وبنايات مرتفعة (أبراج)، وهذا يحتاج إلى تكامل بين السلطات الرسمية والدولية والمجتمع المحلي.

وسيبقى الاحتلال يمارس الانتقائية والعشوائية، لكن الرد على ذلك يكون من خلال موقف فلسطيني قوي وقدرة على الإسراع في الإعمار، ووفاء الدول بالتزاماتها المادية(1).



للمزيد: 

1- وانقلب السحر على الساحر الصهيوني!

2- ماذا بعد الحرب؟! 

3- «هولوكوست» اليهود و«محرقة»غزة.. هناك فرق!

4- رسائل للتبصير والتقدير

5- تدمير مساجد غزة.. جريمة لا تُغتفر 

6- إعمار.. أم استعمار! 

7- المشرَّدون ما زالوا في العراء

 



____________________

(1) نُشر بالعدد(2077)، المحرم 1436هـ/ نوفمبر 2014، ص31.  

الرابط المختصر :

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة