الكريم والكبير... من هما؟

محرر سحر البيان

23 نوفمبر 2025

123

الكريمُ مَنْ أكرمَ الأحرار، والكبيرُ من صَغَّرَ الدِّينار. (أبوبكر الخوارزمي)

بيان وفوائد:

تعلي هذه العبارة من قيمة الكرم الحقيقي الذي يتجه نحو أهل المروءة والشرف، لا نحو من لا يعرف للفضل قدرًا. فإكرام الأحرار يُعد دليلاً على صفاء النفس ونبل المقصد، لأنهم يقدّرون المعروف ويُثمنون الأخلاق.

أما الشطر الثاني فيضع معيارًا أخلاقيًا للكبَر الحقيقي: فالكبير ليس من يملك المال، بل من يجعل المال صغيرًا أمام مبادئه، فلا يستعبدُه الدينار ولا تُغيّره الماديات.

وتشير العبارة إلى أن المجتمعات تُبنى على قيم متبادلة: الإكرام بين أهل الكرامة، والتعالي عن الماديات. المجتمع الذي يقدّر النبل والوفاء أكثر من الثروة هو مجتمع تنتشر فيه الثقة والعلاقات المتينة.

كما تلمح العبارة إلى نقد اجتماعي للكيفية التي يُقاس بها "الكِبَر" لدى البعض؛ فترفع من شأن من يُحسن التعامل مع المال بدل أن يخضع له.

ومن الناحية الأدبية فالقول الموجز البليغ قائم على مقابلة بلاغية بين "الكريم" و"الكبير" من جهة، وبين "الأحرار" و"الدينار" من جهة أخرى؛ مما يمنحها إيقاعًا وجرسًا لغويًّا جذابًا.

وقد اعتمدت العبارة على الأسلوب الحكمي المكثف، الذي يجمع بين الإيجاز وعمق المعنى، وإثارة ذهن القارئ.

اقرأ أيضًا



الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة