إذا كنت تعاني من فقدان الشغف.. إليك الحل

محرر المنوعات

27 نوفمبر 2025

49

حينما يغيب الحماس عن القلب، يشعر الإنسان أن قلبه قد فقد بريقه، وأن شغفه بالحياة أصبح خافتًا، وكأن الأحلام قد ابتعدت عن طريقه بلا عودة، تتكرّر الأيام وكأنها نسخة من الأيام التي سبقتها، ورغم كل ذلك؛ فإن فقدان الشغف لا يعني بالضرورة سقوطًا نهائيًا، بل فرصة لإعادة ترتيب الحياة الداخلية، وربط القلب بالله، واستعادة الشغف من جديد.

استرجع نورك الداخلي

الطمأنينة الداخلية أساس أي شغف حقيقي، والعودة إلى الله السبيل الأساسي لتحقيق هذه الطمأنينة، يقول الله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28)، فالقلب المتعب لا يمكنه توليد الحماس، بل يحتاج إلى وقود روحاني ينشط بداخله شعور الرضا والأمان، ويكون ذلك بذكر الله تعالى، أو بورد ثابت من القرآن الكريم، أو بقيام الليل، أو بالصدقة وغيرها من أعمال الخير، حينها يساندنا الله سبحانه ويفتح لنا أبواب الطاقة والإبداع.

العمل أولًا والشغف يتبعه

يظن الكثير أن الشغف شعور يسبق الفعل، بينما الحقيقة أن الشغف يولد أثناء العمل لا قبله، يقول الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل: 97)، فالعمل الصالح الطيب يجلب لصاحبه السعادة والرضا، ويشعل نار الحماسة في القلب من جديد حتى وإن كان بسيطًا.

ولذا، يجب أن يبدأ الإنسان في عمله ولا ينتظر الكمال أو الظروف المثالية، فاستمرارية العمل مهما كان محدودًا، يولّد شعوراً بالإنجاز، ويعيد الثقة بالنفس، وفي الحديث الشريف: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل».

تنقية البيئة

البيئة التي نعيش فيها تؤثر بشكل كبير على مشاعرنا وحماستنا، فقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «المرء على دين خَليله، فلينظر أحدُكم مَن يُخالِل»، فالصحبة والتأثيرات المحيطة بالإنسان يمكن أن تكون سببًا لفقدان الشغف، أو عاملًا أساسيًا لإحيائه من جديد، فإذا كان المحيطون بك سلبيين أو محبطين، فإن الابتعاد عنهم أو وضع حدود واضحة سيخلق مساحة داخلية للطاقة الإيجابية، فأحط نفسك بمن يشجعك على التعلم والنمو، ويذكّرك بالله، ويحفزك على الإنجاز.

حتى المحتوى الذي تتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي دورًا كبيرًا في الشغف، فاختر ما يغذي عقلك وروحك، واستبعد ما يستهلك طاقتك دون فائدة، بهذه الخطوة يمكنك استعادة الشغف بطريقة طبيعية ومستدامة.

إعادة اكتشاف المعنى

الشغف الحقيقي ليس مجرد شعور مؤقت، بل هو ناتج عن معنى واضح نعيشه ونعمل من أجله، يقول الله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (الذاريات: 21)، فالتدبر والتفكر في الحياة يساعد على إدراك الهدف والغاية، ولتحقيق ذلك، لا بد أن تسأل نفسك: ما الشيء الذي لو فعلته يومياً شعرت بالرضا والإنجاز؟ ما المجال الذي يجعلك تنمو روحياً وعقليًا ويؤثر إيجابيًا في الآخرين؟ فكتابة أهدافك وقيمك بشكل يومي، ومراجعتها، تجعل استعادة الشغف عملية متدرجة، وتساعدك على تحويل رغبتك الداخلية إلى فعل منتج وحافز مستمر.

تنظيم الحياة

يعد تنظيم العمل من أساسيات إعادة الشغف للحياة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، والإحسان هنا يشمل ترتيب حياتك اليومية، وتنظيم مهامك، والاهتمام بكل تفاصيل يومك، وحتى يتم تنظيم العمل لا بد من تقسيم الأهداف الكبيرة إلى مهام صغيرة قابلة للتنفيذ، وادعم نفسك عقب تحقيق أي إنجاز مهما كان صغيراً؛ لأن ذلك يعزز شعورك بالكفاءة، ويعيد لك طاقتك الداخلية، ومن ثم يمكن القول: إن تنظيم الوقت والجهد يجعل القلب أكثر استعدادًا لتلقي الحماس، كما يجعل استعادة الشغف جزءًا من الروتين اليومي.

من هنا يتبين أن استعادة الشغف تتطلب استعادة الطمأنينة وتقوية العلاقة بالله، والتخلص من البيئة السلبية، والإيمان بأن الشغف لا يشترط أن يسبق العمل، وأن تنظيم الحياة وإعادة اكتشاف معناها يساعد القلب في إيجاد طاقته، واسترجاع حيويته من جديد.

الرابط المختصر :

كلمات دلالية

تابعنا

الرئيسية

مرئيات

جميع الأعداد

ملفات خاصة

مدونة